مؤشر S&P 500 و Nasdaq: تراجع حاد

شهد مؤشرا S&P 500 و Nasdaq تراجعًا حادًا بعد أشهر من المكاسب القوية. من أوائل أبريل وحتى ذروة الأسبوع الماضي، ارتفع المؤشران؛ S&P 500 بأكثر من 25%، و Nasdaq بنحو 40%. ولكن الأسبوع الماضي، تغيرت الأمور.

ما الذي تسبب في التراجع

عدة مؤشرات تحذيرية ظهرت دفعة واحدة:

• بيانات التضخم والوظائف جاءت مخيبة للآمال يومي الخميس والجمعة.
• الاحتياطي الفيدرالي أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير، دون تلميحات قوية حول تخفيضات مستقبلية.
• رسوم جمركية جديدة وتذبذب في السياسات التجارية.
• الضعف الموسمي في أغسطس يمثل تاريخيًا عبئًا على الأسهم.

خسر S&P 500 ما يقرب من 3% في غضون أيام قليلة، وأغلق بالقرب من 6,238. بينما انخفض Nasdaq بشكل أكبر، بنسبة تقارب 4% إلى حوالي 20,763.

لماذا أغسطس مهم

تاريخيًا، يُعد أغسطس من أضعف الشهور للأسهم. وهذا النمط يؤثر بشدة على ثقة المستثمرين. فقد انخفض S&P 500 مؤخرًا دون متوسطه المتحرك لمدة 20 يومًا، وهو خط اتجاه قصير المدى يراقبه العديد من المتداولين. وعندما تنخفض الأسعار تحت هذا المستوى، فإن ذلك غالبًا ما يشير إلى تباطؤ الزخم. قد يواصل المؤشر الانخفاض نحو 6,100، أي حوالي 5% أقل من أعلى مستوياته الأخيرة، قبل أن يجد دعمًا جديدًا.

ما الذي يحدث أيضًا؟

• الأسهم الدفاعية مثل المرافق (المعروفة بانخفاض المخاطر وتوزيع الأرباح المنتظم) ترتفع، وهذا غالبًا ما يشير إلى الخوف أو اتخاذ مواقف دفاعية.
• أسهم البرمجيات قد تشهد انتعاشًا، فقد تخلفت عن شركات أشباه الموصلات، وعادةً ما تؤدي أداءً أفضل في أغسطس.
• تخفيضات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي متوقعة الآن، ولكنها غير مضمونة. تسعّر الأسواق المستقبلية حاليًا حوالي 60 نقطة أساس من التخفيضات بحلول ديسمبر، ارتفاعًا من 33 نقطة في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

كذلك، أقال ترامب رئيس مكتب إحصاءات العمل، ما أثار شكوكًا حول مدى مصداقية بيانات الوظائف المستقبلية. وإذا قررت المحاكم أن رسوم ترامب الجمركية غير قانونية، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى إلغائها، ورد مليارات الدولارات للشركات التي دفعتها، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الاتفاقات التجارية.

على المدى القصير من المرجح أن تزداد التقلبات، وقد يحدث هبوط سريع إلى مستوى 6,100، لكنه قد يكون فرصة للشراء. من المتوقع حدوث مزيد من الاضطراب حتى سبتمبر، مع احتمال الاستقرار في أكتوبر.

على المدى الطويل، إذا استمر التضخم في الارتفاع (أي أن الأسعار تواصل الارتفاع بشكل أسرع من المتوقع ولا تنخفض بسهولة حتى بعد رفع أسعار الفائدة) وضعف سوق العمل، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة، مما يساعد الأسهم على التعافي بحلول نهاية عام 2025. يبلغ معدل السعر إلى الربحية المستقبلية 22.4، وهو مرتفع تاريخيًا - أي أن المستثمرين يدفعون 22.40 دولارًا مقابل كل دولار واحد من الأرباح المتوقعة لشركات S&P 500. وإذا لم تنمو الأرباح بالسرعة الكافية لتبرير هذه الأسعار المرتفعة، فلن يكون هناك مجال كبير لمواصلة صعود الأسهم، لأنها مُسعّرة بالفعل لتحقيق نتائج قوية.

ما الذي ينبغي على المتداولين فعله؟

• مراقبة مستوى الدعم 6,100.
• عدم التسرع في شراء كل انخفاض، فالسوق لا يزال غير مستقر ومن المرجح أن يشهد تقلبات أخرى.
• التركيز على القطاعات الدفاعية على المدى القصير.
• أسهم البرمجيات قد تشهد ارتدادًا خلال الشهر المقبل.
• التحلي بالحذر حتى سبتمبر، والاستعداد للشراء إذا جاء أكتوبر بمزيد من الوضوح.